تقول قارئة: ابنى يبلغ من العمر ثمانى سنوات ولكنه عنيد بشكل غير معتاد عن عناد الأطفال العاديين ويرفض تنفيذ تعليماتى أنا ووالده وتعليمات المدرسين وأيضا أخوه الأكبر، فهل ابنى يحتاج إلى مشورة نفسية أم أن عناده سيقل تدريجيا خلال الأعوام المقبله من عمره؟
تجيب عن السؤال الدكتورة هبة عيسوى أستاذ الطب النفسى بجامعة عين شمس قائلة:
كثير من الأطفال يكون عنادهم أكبر بكثير من أقرانهم ويرفضون الإنصياع لتعليمات الأم والأب والمدرس وهذا يمكن قبوله إلى حد ما، لكن أن تصل درجة عناد الطفل إلى أن يضر بمصلحته أومصلحه أسرته وعائلته فلابد من التدخل.
وتشير هبة إلى أن الطفل ذا الاضطراب التحدى المعارض طفل عنيد جدا ويطلق عليه العناد المرضى ويكون رافضا للالتزام بالتعليمات ولا يتبع الأوامر بصورة أكثر من المتوقع لأطفال فى نفس المرحلة العمرية.
وعن مدى انتشار هذا المرض بين الأطفال تقول:
المرض معروف باسم سلوك الطفل السلبى المعارض وينتشر فى حوالى 16%: 22% من أطفال المدارس، ويصل معدل الانتشار العام 2%: 16%.
وبالرغم من أن بداية ظهورهذا الاضطراب يأتى عند سن 3 سنوات، لكن تتم الملاحظة الفعلية له عند بلوغ سن 8 سنوات.
وهو أكثر حدوثًا فى الذكور عن الإناث قبل البلوغ ولكن يتساوى الاثنان بعد البلوغ.
وعن النقاط أو السمات التشخيصية المميزة للمرض كما أوردته جمعية الطب النفسى تقول:
هناك نموذج من السلوك المعاند والمتحدى الذى يستمر على الأقل مدة 6 أشهر يعانى الطفل فى هذه الأثناء من الأشياء التالية:
• يعانى من فقد أعصابه وسرعة التوتر “Lost Temper”.
• غالبًا ما يتجادل مع الراشدين والأكبر سنًا.
• غالبًا ما يرفض ويتحدى أوامر وطلبات الأكبر سنًا والراشدين.
• غالبًا ما يزعج الناس عمدًا.
• غالبًا ما يلقى اللوم على الآخرين فى أخطائه أو سلوكه السيئ.
• غالبًا ما يسهل استثارته وينزعج بسهولة.
• غالبًا ما يكون غاضبًا.
• غالبًا ما يكون حاقدًا أو انتقاميًا.
ولابد أن يتكرر هذا السلوك مع الطفل، حيث لا يتكرر أو لا يتم ملاحظته فى أطفال فى نفس المرحلة العمرية.
وتضيف الدكتورة هبة عيسوى أن الاضطراب فى السلوك يحدث خللًا ما فى الأداء الاجتماعى والأكاديمى والمهنى للطفل.
وتشير إلى أن الطفل الذى ينمو نموًا طبيعيًا ولديه القدرة على التواصل مع الآخرين فإن العناد والرفض يمثلان مرحلة صحية لنمو الذات والشخصية والإحساس بالكينونة لدى الطفل وذلك بين سن 18 شهرا إلى 24 شهرا، ولكن فى حالة تكرار هذا السلوك وتزايده فإن ذلك يُعد مشكلة..
والنظرية التحليلية التقليدية فسرت هذا الاضطراب.
وهذا السلوك المضطرب ناتج عن صراع داخل الطفل بين تحقيق الذات والرغبات وبين احتمال رفض الآخر، لذلك نجد أن الطفل تعود على الزن والبكاء ورمى ما فى يده للحصول على شىء ما أو لتنفيذ رغبته ويتم تقوية هذا المسلك عندما تستجيب الأم لطلبات الطفل.
وهذا ما ذكره العالم أريكسون فى نظرية النمو والتطور.
من الواضح أن بعض الأطفال الذين يعانون من اضطراب المسلك عانوا من البداية من اضطراب السلوك المعارض وأن التدخل المبكر للتشخيص والعلاج مهم جدًا.
هل سيظل طفلى هكذا؟
إن مسار الاضطراب المتحدى المعارض يعتمد بشكل كبير على صعوبة الأعراض وقدرة الطفل على السلوك التكيفى وأن الطفل ذا الاضطراب المتحدى المعارض لديه احتمال أن يعانى من اضطراب المسلك وسوء استخدام المواد المخدرة.
وأيضًا يزداد معدل إصابة الأطفال ذوى الاضطراب المتحدى المعارض باضطراب المسلك الذى يميزه قلة الانتباه والنشاط المفرط المعرقل.
-أما عن علاج المرض فتقول:علاج هذا الاضطراب يعتمد بشكل كبير على التعاون بين الطبيب والأسرة حيث يتم العلاج السلوكى وتدريب أفراد الأسرة على كيفية التعامل، حيث يُطبق أسلوب الثواب والعقاب، فإذا فعل الطفل سلوكا جيدا يُثاب عليه وإذا لجأ إلى السلوك التخريبى يتم عقابه بتجاهله والتعامل معه بحزم وتطبيق البرنامج السلوكى الذى سنقترحه.
-التأكيد على التواصل الاجتماعى بين الأب والطفل.
-تشجيع السلوكيات الإيجابية والجيدة لدى الطفل.
الكاتب: عفاف السيد
المصدر: موقع اليوم السابع